الجمعة، 22 يوليو 2011

يوم صيفي في المزرعة

تسألني  حفيدتي  مُتعجبة وأنا استعد للعودة إلى المزرعة ـ بعد أن أمضينا اسبوع معهم في الشبانية ـ : ماما لالا  هل صحيح إنكم مستانسين بالعودة وانتي وبابي بابو بروحكم .... وشنو تسوين ..؟   وجوابي لها..
اصحو باكراً الساعة الثامنة ..وأُسرع الى الحديقة أتريض بالممشى حول المزرعة فى ثلاث أو أربع دورات ، الدورة تستغرق أربع دقائق ..متأملة بإلقاء النظر إلى الأشجار المحملة بالثمار عن يمينى شجرة الخوخ وعن اليسار شجرة التفاح المملوؤة بالتفاح الاخضر اللذيذ ثم تتوالي بقية الاشجار منها التين والفستق وغيرها الكثير ....   .
 مستمتعة بالهواء المنعش ..  آخذة نفس عميق كما علمونا في دروس اليوجا .
عند المرتفع اهرول مسرعة وأشعر بنبضات قلبي تتسارع ، بعدها أُكافىء نفسي بإفطار الصباح .
اتابع بعدها مسلسل سورى باللغة العربية الفصحى ، ربيع قرطبة مسلسل ممتع وأكثر من رائع بحواره القوي ، وعندما قلت لحفيدي متفاخرة انه يحكي قصة العرب عندما حكموا اسبانيا ، فاجأني برّده  ليش نحتل اسبانيا ، أنا أحب اسبانيا ، حيث أن صغيرى هذا مشجع كبير لفريق برشلونة .
بعدها وكما يقولون ساعة لقلبك وساعة لربك ، اخرج الى جلستنا المفضلة تحت ظلال شجرة الجوز تساندها ظل شجرة اللوز القريبة ، حيث المكان مسرحا لهواء الشمال البارد ، أبدأ بتلاوة القرآن الكريم ، مايسمونه بالورد اليومي .. .
وبعد كيف لها أن تفهم أن هذه الامور الحياتية الصغيرة والتافهة يمكن لها أن تسعدني .
إنّ نجاحي في التصرف في كميات الفاكهة الكثيرة وتحويلها إلي مربى لذيذ .. يرضى غروري ويسعدني . وإن ادائي لصلاة المغرب والعشاء جمعاً وراء بابي بابو ،  فى الحوش ، وتحت السماء الصافية وحولنا ورود الجوري والزنبق الطرابلسي مع الهواء العليل في امسيات الصيف يدخل السرور والطمـأنينة الى قلبي .
وأن النظر والتأمل فى النجوم الكثيرة وهي تملأ السماء ، بعد أن نطفىء الانوار لمشهد جميل ورائع ، وقد دلنى أنور على النجوم السبعة المسمية بالمغرفة ، وقد سعدت بهذه المعرفة وأني اتطلع لمعرفة المزيد ...   ..  
كيف لها أن تعى هذا كلّه ، ومابيني وبينها خمسة عقود من الزمن .
اذكر أن الصحف المصرية تطلق على جيل ابنائنا جيل ،  تلفزيونجي للدلالة على تفتحهم ، فبماذا نسمي جيل الاحفاد ..
وأخيراً هل تعي أن وجودها في حياتي ومعها بقية الاحفاد ،هي من اكبر النعم ، وأكثرها متعة  . ..    .

                                                 

هناك 3 تعليقات:

  1. الله الله يا لالا،، أبدعتي ..

    نقلتيني إلى أجوائك، وعيشتيني بكلامج الرقيق كل لحظة من يومك، وابتسمت لما ناديتي أبوي "بابي بابو"، و خنقتني الغصة على آخر جملة ..


    حبيبتي ماما ..

    احنا اللي نشكر الله صبح و ليل على وجودح انتي وابوي في حياتنا ..


    وجيل الأحفاد لازم يسمى على منتجات الآيباد والآيبود:
    I-Jeel

    :)))))



    أحبج واااايد،،
    هبة

    ردحذف
  2. الله ماما , جميل وايد هالبوست
    رديت أقراه حق عيالي وايد استانسوا :)

    الله يخليج لنا انتي و أبوي و ما يحرمنا منكم :*

    الزينة

    ردحذف
  3. ماشاءالله ماما شئ جميل...

    وينج يا أبلة نظيرة تشوفين موهبتي في الكتابة من منو توارثتها :)

    رائعة أمي.. ربي يهنيكم ويحفظكم لنا ويقر عيوننا بعودتكم بالسلامة


    R

    ردحذف